السبت، 24 مايو 2014

شح المياه تحدي العقد القادم بالشرق الأوسط وشمال افريقيا

شح المياه تحدي العقد القادم
 
الأمم المتحدة تدشن اليوم العالمي للمياه لعام 2014م تحت شعار المياه و الطاقة والذي سيكون بتاريخ 22-3-2014م


في وقت يعاني العالم شحاً في مصادر المياه العذبة التي تشكل الهاجس الأبرز لكافة الدول قاطبة وبشكل خاص الدول التي لا تتوفر لديها موارد طبيعية للمياه، الأمر الذي سيشكل تحديا صعبا خلال العقد القادم في ظل التنامي المطرد في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية والصحية التي قد تتأثر نتيجة لشح المياه. 

سيؤثر شح المياه بناء على برنامج الأمم المتحدة للمياه على أكثر من 40 ٪ من الناس بحلول عام 2025 وسيعيش 1.8 مليار شخص في بلدان ومناطق تعاني من شح المياه كما سيواجه ثلثا سكان العالم ظروفا صعبه نتيجة نقص الموارد المائية العذبة.

تعتبر المملكة العربية السعودية وعدة دول عربية من الدول التي تعاني شح المياه حسب تقرير الامم المتحدة الموضح أدناه 


وإذا نظرنا لأغراض استخدامات المياه الرئيسية لصنفناها ضمن الأغراض البلدية والصناعية والزراعية وهي في طلب متزايد نتيجة لزيادة عدد السكان ونمو النشاط الصناعي والنمو والتطور العمراني الذي تعيشة المنطقة والمتوقع استمراره خلال العقد القادم على اقل تقدير. 

لذا فإن الجهات المعنية بدولنا العربية امام تحديات صعبه خلال العقد القادم يستوجب معها بذل الجهد والتركيز على إيجاد مصادر للمياه وتنمية وتطوير الموارد الحالية وترشيد إستخدام المياه خصوصا بعد ان كشف تقرير أعدته وكالة ناسا بالاشتراك مع مركز إيرفن بجامعة كاليفورنيا وتم نشره في دورية بحوث الموارد المائية إحصائيات مقلقة عن كميات ومعدلات فقدان المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يوضح فقد المنطقة لإحتياطياتها من المياه العذبة. بوقت أظهرت نتائج الأقمار الصناعية المنفذة خلال الفتره بين أعوام 2003 و2009 مدعومة ببيانات الاستشعار عن بعد والنماذج المأخوذة من سطح  الأرض تقلص حجم احتياطي المياه العذبة بالمنطقة 143.6 كيلومتر مكعب خلال السنوات السبع التي استغرقتها الدراسة ويعد هذا المعدل من أكبر معدلات فقدان المياه العذبة على اليابسة خلال هذه الفترة ويعادل هذا الفاقد البالغ 143.662.8 كيلومتر مكعب خلال سنوات الدراسة السبع مساحة البحر الميت تقريبا والتي تقدر في المتوسط بنحو 143 كيلومتر مكعب وتشير التحليلات التي عرضت إلى أن استنفاد المياه الجوفية هو أكبر مساهم في هذا الاتجاه السلبي الملحوظ حيث يشكل نحو 60 في المائة من إجمالي الفاقد في المياه والذي حدث أغلبه في أعقاب موجة الجفاف التي وقعت عام 2007.

وقد كشف تقرير صادر عن وزارة المياه والكهرباء بالمملكة العربية السعودية عن تعرض كميات من المياه الجوفية غير المتجددة للإستنزاف بسبب تزايد النمو السكاني والصناعي والزراعي في المملكة العربية السعودية وهو ما يحدث كذلك في عدة دول عربية.
كما أوضح التقرير أن إجمالي الطلب على المياه خلال العام 2011 بلغ 19.1 بليون متر مكعب منها 83.2 ٪ يستخدم لأغراض الزراعة كما بين أن مصادر المياه الجوفية غير المتجددة تتعرض لاستنزاف لا يتوافق مع معدلات التغذية مشيراً بذات الوقت إلى أن مصادر المياه الجوفية المتجددة في مناطق الدرع العربي تعرضت ولأعوام عدة للهدر جراء الاستخدام الزراعي خلال العقود الماضية.




جميع المؤشرات والمعلومات تؤكد أننا أمام تحدي صعب ولكنه إن شاء الله غير مستحيل خلال العقد القادم، خصوصا وان هناك بعض الخطوات التي تم اتخاذها خلال السنوات القليلة الماضية وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية من تخصيص لقطاع المياه والصرف الصحي ومشاركة القطاع الخاص في توطين التقنية وتنويع المصادر وحفظ الموارد وإدارتها التي سيكون لها دور كبير ان شاء الله في مواجهة تحديات المرحله القادمة وسنشير لذلك لاحقا بحول الله وقوته. 

اخوكم / المهندس احمد بن علي بن طالب النزهه الزغيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق