السبت، 7 يونيو 2014

العصبية ليست قبلية فقط



لا شك ان العصبية القبلية ليست أمرا محموداً بل هي دون ذلك بكثير وكثير كما وصفها سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم اذا قال (دعوها فإنها منتنه) وقد أجلى الله ذلك لكل مؤمن لبيب إذ جعل التقوى معياراً للتميز (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). والعصبية ليست قبلية مطلقة بل قد تتعدد وتأخذ قوالب وأشكال متعددة ينطبق عليها قول حبيبنا المصطفى صل الله عليه وسلم بأنها منتنه، فهناك عصبيات قد تكون لعرق او فصيل او حتى فكرة وقد كان للملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وقفة وعمل وجهد كبير للقضاء على مثل هذه العصبيات والتي كان من ابرز مخرجاتها ما قام به رحمه الله من عمل صادق بمحاربة القوميات والحزبيات من الشيوعية والرأس مالية والتي جمع بها المسلمين فكانت منظمة المؤتمر الإسلامي. 
 

 
وقد تنشاء العصبية بأشكال متعددة تجد ما يبررها متى حضر الجهل وغاب إخلاص العمل لله. لذا فإن العصبية القبلية ليست إلا نموذج جلي للعصبية ولكنه ليس النموذج الوحيد لها. وقد عبر الإعلامي القدير بدر العياضي عن عصبية حديثة وهي العصبية المناطقية التي تكون تحزبا لمنطقة او ديار معينة مشكلة بذلك نموذج آخر من نماذج العصبية. الأمر الذي يدعونا للتأمل كثيراً وبعمق في مدلولات العصبية أي كان شكلها، فهي بدايةً مؤشر للتخلف والعودة للجاهلية بمعنى أن ظهور اي نموذج للعصبية هو مؤشر يقيس مدى التخلف وضحالة الفكر في مجتمع او بيئة ما. ومن منظور آخر، قد نجد ان مدار حركة العصبية قد يتسع بشكل يجرف معه الناشئة التي يعول عليها بعد الله ان تكون لبنة الأساس في الأمة لتمكينها وتعزيز قوتها وقدراتها ليتحول الجهد عن هذا للانشغال بما هو نقيضة من عصبية تعزز التناحر والتفرقة وقطع كيان الجسد الواحد. 
 
ولهذا ينبغي على العقلاء واهل العلم ان يكون لهم دور في تبيان ذلك وعرضة على دائرة المجتمع المحيط والانتقال لدوائر أوسع، حتى يتم القضاء على هذا السلوك والفكر النتن.

وصل الله وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

احمد بن علي النزهه الزغيبي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق