الثلاثاء، 10 يونيو 2014

مسجد القبلتين المعلم البارز بالمدينة المنورة


يقع مسجد القبلتين على ربوة من حرة الوبرة /الغربية  في الجزء الشمالي الغربي للمدينة المنورة. وقام ببناء المسجد بنو سواد بن غنم بن كعب باللبن والسعف وجذوع النخيل وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة. 

شهد المسجد احد ابرز الأحداث في التاريخ الاسلامي، اذ نزل الوحي على رسول الله صل الله عليه وسلم بتحويل القبلة التي كانت بإتجاه بيت المقدس الى الكعبة المشرفة، وذلك يوم ١٥ شعبان من العام الثاني للهجرة الموافق ١١ فبراير ٦٤٢م، وفيه أن  رسول الله صل الله عليه وسلم كان يزور أم بشر بن البراءة بن معرور معزياً، في موضع إقامة بني سلمة وهو المكان الذي بني فيه هذا المسجد، فصنعت له طعاما، وحانت صلاة الظهر، فصلى ركعتين، وبعد أن أتم الركعتين نزل عليه صل الله عليه وسلم الوحي بأن يتوجه إلى الكعبة، فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} آية ١٤٤ من سورة البقرة. ومنها اكتسب المسجد أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي، وعلى إثر ذلك تسمى بمسجد القبلتين.

وتبع هذا الحدث تساؤل اليهود حقدا منهم وغيظا عن ما ولى المسلمين عن قبلتهم ( قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )آية ١٤٢ سورة البقرة.  

استخدم في بناء المسجد مواد بناء ذلك العصر كما أسلفنا، اذ بني من الطين واللبن وتم استخدام جذوع النخل لتسقيفه. وتم في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تجديد البناء بتاريخ ٨٧ هـ - ٩٣ هـ الموافق ٧٠٦م مع باقي اعمال العمارة والتجديد لكافة المساجد التى صلى فيها رسول الله صل الله عليه وسلم. وتبع اعمال والتجديد والبناء بعد حوالي ٨٠٠ عام اعمال تجديد عام ٨٩٣ هـ الموافق ١٤٨٨م على يد شاهين الجمالي. 

وجدد بعد ذلك عام ٩٥٠ هـ الموافق ١٩٤٣م في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني اذ تم تطويره وتوسعته فأزيلت الرابية وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين، ووثقت اعمال التوسعه والتجديد على لوحة رخامية وضعت على أحد جدار المسجد الخارجية.

وظل المسجد على حاله حتى أهمل وتعرض بفعل الزمن لتهدم بعض أجزاءه. 

اما في العهد السعودي فقد أمر المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود بتجديد المسجد عام ١٣٥٠هـ الموافق ١٩٣١م وتوسعته وبناء مئذنة وسور محيط به فبلغت مساحة المسجد بعد توسعة الملك عبدالعزيز ٤٢٥ متراً مربعا. 

حتى شهد مسجد القبلتين عام ١٤٠٨هـ التوسعة الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، فتم اعادة بناء وتوسعة المسجد وفق المعايير والتصاميم الاسلامية والهندسية العصرية والحديثة، فبلغت مساحة المسجد ٣٩٢٠ مترا مربعا، وعلته قبتان الأولى قطرها ٨ أمتار والأخرى سبعة أمتار والارتفاع يقارب ١٧ مترا لكل منهما.


والحمد لله رب العالمين الذي بفضله تتم الصالحات، ونسأله سبحانه ان يديم علينا وعلى المسلمين نعمة الأمن والأمان وسائر النعم، وان يحفظ ولاة أمرنا وبلادنا والمسلمين في كل مكان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. 

م. احمد بن علي النزهه الزغيبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق