الأحد، 8 يونيو 2014

الفرد الأسرة العائلة المجتمع المثالي لنهضة الأمة



غالباً ما نبكي على أطلال المجد والعزة التي كان عليها سلفنا، وكيف كنا أمة سادت الأرض من مشرقها لمغربها، فكانت منارة للأخلاق والعلم، ولبنة ألاساس للحضارة الحديثة. ولعل اهم ما ينبغي ان نستذكره بان تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون، فكل محاسب عن نفسه فلا تزر وازرة وزر أخرى، وكل عليه القيام بواجبه الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لأجله فكل نفس بما كسبت رهينة .

وللعودة للمجد، وتصحيح المسار، يبداء الفرد بنفسه اولاً، ثم بأسرته، ثم بعائلته ثم مجتمعه لبناء مجتمع مثالي يرقى بالأمة للمجد والرفعة، بعيدا عن ذكريات الماضي وأمجاده. 

ولعل اهم عامل لحركة التصحيح بعد إصلاح النفس بالدعاء والتقرب إلى الله وصدق النية وإخلاص العمل له وحده سبحانه، هي الأسرة التي تعتبر الخلية الاساسية بالمجتمع واهم تكويناته الأولية، فالأسرة التي تتكون من أفراد تربط بينهم صلة قرابة ورحم تكون ضمن دائرة ضيقة تتسع ضمن نطاق العائلة الأوسع اذ تتكون من عدة أسر ترتبط برابطة الدم والمصالح المشتركة والزيارت المستمرة في المناسبات وغيرها، لتنتقل بعد ذلك لدائرة أوسع واشمل تتكون من مجموعة من الناس تعيش ضمن نظام واحد وهموم مشتركة نطلق عليها المجتمع.  

قد ينظر البعض بأنه من الأجدر البدء في نطاق المجتمع فهو الحاضن للفرد والأسرة والعائلة، ليكون التأثير اشمل وأوسع، وهذا في حقيقة الامر فيه صعوبة بالغة، ناهيك عن حجم المقاومة التي ستقاوم هذا التغيير، خصوصا إن كان السلوك عادة قد تبدو كفطرة فطر الناس عليها. بيد أن سلوك فرد او أسرة او عائلة سيكون ملفت ومبهر للغير متى برز سلوك صحيح وسليم، قد يحمل الاسرة او العائلة للاقتداء بفرد او أسرة او عائلة بقناعة تامة دون فرض او إجبار. 

ولابد ان يراعى في كل بناء الأساسات المتينة التي لا تتحول او تتبدل تحت اي ظرف او زمان او مكان، فالدين والوطن ثوابت، ليست محل مناقشة بقدر ماهي معيار ضبط البناء ومظلة تغطي كافة أركانه. 

والله نسال ان يحفظ ديننا وولاة أمرنا ووطننا وان نكون لبنة عز في هذا الكيان الشامخ. 

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

احمد بن علي النزهه الزغيبي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق